فوائد العلاج بالتأمل هو تقليد قديم جداً وراسخ .

حيث تشير الأدلة الأثرية إلى أن الناس كانوا يمارسون التأمل لأكثر من 5000 عام.

بينما تثبت الأدلة المكتوبة من حوالي 1500 عام قبل الميلاد أن الناس في الهند القديمة مارسوا التأمل

حيث كان التأمل في الأصل تقليداً روحياً أو دينياً، ولقد اكتسبت فوائد العلاج بالتأمل شعبية وشهرة مع مرور الزمن.

اقرا ايضا : التواصل العاطفي الجيد

مفهوم العلاج بالتأمل:

يشير مفهوم التأمل أو العلاج باستخدام التأمل إلى مجموعة من تقنيات العقل والجسم التي تنطوي على تركيز الانتباه في التأمل

حيث يخصص الناس قدراً محدداً من الوقت لتهدئة أفكارهم

من خلال الانتباه إلى شيء معين ومحدد ويعتمد بشكل رئيسي على الفرد والمكان.

لا يعتبر مقدار الوقت هو الأمر المهم في التأمل، بل الانخراط بنشاط وقوة في تجربة تركيز وتوجيه الانتباه.

حيث يعد التأمل بمثابة تمرين عقلي وتدريب لمساعدة الناس على تنمية الوعي والتركيز والحفاظ عليهما.

الهدف الأساسي للعلاج عن طريق التأمل:

إن الهدف والغرض من التأمل هو:

السماح للأشخاص باختيار ما ينتبهون إليه وتهدئة أذهانهم حتى يتمكنوا من التركيز على ما يريدون أو يحتاجون إليه في أي لحظة من حياتهم

ويلقب عقل الإنسان بعقل القرد؛

لأنه يقفز بسرعة من فكرة إلى أخرى ويسهل تشتيت انتباهه،

لذلك نحن نواجه الإجهاد والمشاكل والتوتر المستمر ونتعلق بالأفكار والمشاعر حول الماضي أو المستقبل

حيث يتنقل العقل بشكل محموم بين الأفكار والمخاوف والهموم والندم على الماضي وتوقع المستقبل.

وعليه، سواء كانت أفكارنا سلبية أو إيجابية، فعندما تتسابق في الماضي أو المستقبل لا يمكننا أن نعيش في الحاضر

وبالتالي ينتهي بنا الأمر بالتفاعل بشكل عاطفي مع المشكلات وتفويت اللحظات المفرحة الكبيرة والصغيرة،

حيث يعتبر العلاج بالتأمل هو ممارسة تساعدنا على أن نكون موجهين تركيزنا في اللحظة الحالية وتقليل الأفكار والمشاعر العشوائية والمشتتة.

إيجابيات و فوائد العلاج بالتأمل:

1. التقليل من أعراض القلق
2. يقلل من التشتت ويحسن التركيز.
3. فوائد تنعكس على الصحة العقلية.
4. يساعد على تحقيق التوازن للإنسان.
5. زيادة التعاطف مع الذات والآخرين.
6. يزيد من الشعور بالهدوء والاسترخاء.
7. يعتبر مكمل للأدوية والعلاجات الطبية الأخرى.
8. للتأمل تأثير مباشر وإيجابي على صحة القلب.
9. المساهمة في علاج الفصام-الانفصال في الشخصية.
10. ممارسات تأمل منتظمة تعمل على خفض ضغط الدم.
11. يقلل من التفاعل العاطفي مع المواقف العصيبة والأفكار.
12. يساعد التأمل في استرخاء العقل والجسم بالكامل مما يحسن وتيرة النوم.
13. تحقيق علاقات جيدة وسلمية للأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية.
14. يقلل من السلوكيات الاندفاعية ويحسن المزاج خاصة في حالات مثل اضطراب ثنائي القطب.
15. يساعد الأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه على تعلم تركيز انتباههم.
16. يساعد على تحسين أعراض الاكتئاب وآثاره من خلال زيادة الوعي بالأفكار التلقائية والسلبية.
17. يخلق التأمل بيئة داخلية إيجابية تزيد من إنتاج الأجسام المضادة ويقلل الالتهاب في جميع أنحاء الجسم.
18. يساعد التأمل في التحكم في الانزعاج الهضمي مثل: متلازمة القولون العصبي وأمراض الأمعاء الالتهابية.

اقرا ايضا : أهمية العلاج النفسي

الفرق بين التأمل واليقظة:

يعد التأمل واليقظة مفاهيم مرتبطة ولكن هناك فرق عملي بينهما،

حيث يشير التأمل عادةً إلى ممارسة رسمية مخصصة يتم إجراؤها لفترة معينة من الوقت في حين أن اليقظة تكون غير رسمية ويتم إجراؤها أثناء التنقل ويتم دمجها في مهام وأحداث يومك.

حيث يتضمن كل من التأمل واليقظة تركيز الانتباه على شيء ما في لحظتك الحالية حتى تتمكن من تهدئة عقلك والبقاء ساكن ومنتبه وهادئ.

بينما تتضمن كلتا العمليتين الوعي بنفسك والعالم من حولك،

وقد يكون من المفيد التفكير في التأمل على أنه تحويل الانتباه إلى الداخل

واليقظة على أنها تستخدم الحواس لتحويل الانتباه إلى الخارج؛

وفي كلتا الحالتين فإن الفرد يعيد تركيزه بشكل نشط بعيداً عن الأفكار والمشاعر المجهدة حول موقف ما ويهتم باللحظة كما هي أثناء حدوثها.

وعليه،

فإن التأمل واليقظة لهما نفس الهدف المتمثل في المساعدة على عيش اللحظة الحالية بشكل كامل وتقبلها دون الوقوع في الأفكار والمشاعر،

حيث تعزز ممارسة التأمل المنتظمة القدرة على العيش بذهنٍ صافٍ عندما لا تكون في حالة تأمل وكلما عشت بذهنٍ صافٍ أكثر أصبح الأمر أسهل وكلما زاد تحفيزك للانخراط في ممارسة التأمل الرسمية.

وعليه يتيح لك كل من التأمل واليقظة أن تعيش بشكل هادف وكامل ويقدمان لك العديد من الفوائد لصحتك ورفاهيتك.

رأي العلم بخصوص العلاج بالتأمل:

حتى يومنا هذا تم إجراء أكثر من ستة الاف دراسة علمية لاستكشاف فوائد العلاج بالتأمل وفعاليته على الانسان؛

وتم التوصل الى العديد من الأدلة المؤيدة لفوائد التأمل الإيجابية في حين درست هذه الأبحاث والدراسات كيفية تأثير التأمل على الدماغ نفسه وعلى أعراض القلق والأرق.

ولقد عرضت واحدة من الدراسات تصوير الدماغ لتحديد ما إذا كان التأمل يغير في عمل وشكلية الدماغ، وحينها اكتشف الباحثون من خلال هذه الدراسات أن التأمل يغير هياكل الدماغ لتحسين الوظائف مثل التنظيم العاطفي والاستجابة للتوتر، حيث أن التغييرات التي تحدث في الدماغ والتي يسببها العلاج بالتأمل تزيد من الوعي الذاتي، وهكذا توصلت الدراسة إلى أن التأمل لديه قدرة في المساهمة على مساعدة الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الصحة العقلية السريرية.

وفي حين قام فريق من الباحثين باختبار تجربة على ست وثلاثين حالة أبلغ المشاركون فيها عن تعرضهم للقلق؛ ولكن لم يتم تشخيصهم باضطراب القلق وفي أكثر من ثلثي الدراسات 25 حالة من أصل 36 اظهرت أن التأمل يقلل من أعراض القلق.

حيث تؤثر جميع أنواع التأمل على التغييرات في الدماغ ولكن حسب دراسات فيبدو أن كل نوع قد يؤثر على منطقة فريدة من الدماغ، حيث أظهرت نتائج بعض البحوث أن الأنواع المختلفة من التأمل يمكن أن تؤثر على مناطق الدماغ التي تشارك في الوظائف التنفيذية والتنظيم العاطفي والتعاطف أو أخذ وجهات النظر؛ وعليه يجب عند اختيار نوع من التأمل أن تفكر في الهدف الشخصي للتأمل حيث يمكن أن يساعد سبب الرغبة في التأمل في تحديد الطريقة التي تريد القيام بها بالضبط.

أنواع وأساليب التأمل:

توجد أنواع مختلفة من أساليب العلاج بالتأمل؛ مما يعني أن تجربة ممارسات مختلفة للعلاج بالتأمل لتهدئة العقل وتركيز الانتباه قمنا بتحضير البعض منها  من أجلك لتكتشف أفضل ما يناسبك ومن هذه الأنواع ما يلي:

التأمل لتنبيه الذهن:

يتضمن تأمل اليقظة تركيز الانتباه على الأحاسيس في لحظة التأمل الحالية، وغالباً ما يكون التركيز على التنفس والصوت والشعور بدخول وخروج الهواء من جسدك؛ ومن الممكن أيضاً التركيز على البصر والصوت فان هذا النوع من التأمل يعيد تركيزك بلطف إلى أنفاسك.

التأمل للمحبة واللطف:

يتضمن التأمل المحب اللطيف توجيه رغباتك الطيبة المتعمدة والمركزة لنفسك ولأحبائك مثل أن: أتمنى أن تكون بصحة جيدة، ويمكنك أيضاً توجيه النية لنفسك والشعور بأنك تتلقى نفس المشاعر من الآخرين وهذا النوع من التأمل يطور التعاطف مع نفسك والآخرين.

التأمل التجاوزي:

في هذا النوع من التأمل تركز على كلمة أو عبارة أو صوت متكرر، وعليه فان التأمل التجاوزي هو عملية تتضمن دورة من سبع خطوات يقودها مدرب معتمد وتشتمل ذروة التدريب على احتفال يتلقى فيه الطالب تعويذة شخصية لا يجب مشاركتها.

تأمل الحركة:

كما يوضح الأسم فإن التأمل بالحركة ليس تأملاً جالساً ولكنه ممارسة؛

يكون فيها الجسم في حالة حركة وينصب الانتباه على تجربة الحركة، ومثال على هذه الممارسات: (اليوجا، والتاي تشي) وهي من أنواع التأمل بالحركة ويمكن ان يتضمن هذا النوع التأمل أثناء المشي.

التأمل في الصور الموجهة:

تشمل بعض التأملات التصور حيث يكون الانتباه على شخص أو مكان أو شيء تتخيله وأنت جالس في التأمل حيث تتخيل وتركز على مشهد من اختيارك؛ ويتضمن هذا النوع من التأمل الانغماس الكامل في بيئة هادئة وتخيل المشاهد والأصوات والروائح والأحاسيس مثل: درجة الحرارة أو الحركة وحتى الأذواق.

التأمل الروحي:

من الناحية التاريخية كان التأمل جزء من العديد من التقاليد والثقافة الدينية والروحية سواءً الشرقية أو الغربية، والغرض من التأمل الروحي هو التركيز على الارتباط بقوة الهية أعلى.

اقرا ايضا : علاج الانفعالات السلبية

عناصر مشتركة بين أنواع التأمل على اختلافها:

يمكن إجراء جميع أشكال وأساليب وفوائد العلاج بالتأمل بشكل فردي أو في مجموعات ولكنها تشترك في العناصر التالية:

موقع هادئ خالٍ من المشتتات قدر الإمكان.

مقدار الوقت المخصص للانخراط في التفكير الهادئ الذي قد يختلف الطول وفقاً للإعداد والنوع والفرد.

الاهتمام الهادف والمركّز حيث تعتبر الطبيعة الدقيقة لهذا التركيز هي التي تميز نوع من التأمل عن الآخر.

موقف منفتح وغير قضائي تسمح فيه للأفكار بالانجراف للداخل والخارج وملاحظتها دون أن تتعثر فيها أو تؤذي نفسك.

وضع مريح وغالباً ما يكون عبارة عن الجلوس على وسادة أو كرسي ولكن في بعض الأحيان يتم التأمل مستلقياً أو مع الحركة.

إن التأمل لا يعني إفراغ العقل لأن هذا غير ممكن بل يتعلق الأمر بزيادة الوعي بأفكارك وعواطفك وأفعالك وملاحظتك عندما تكون عالقاً حتى تتمكن من التوقف مؤقتاً وإعادة ضبط وتحويل انتباهك.

حيث تسمح لك ممارسة التأمل باختيار ما تهتم به بنشاط حتى تشعر أنك تتحكم في نشاطك العقلي،

حيث يتيح لك التأمل أن تكون مسؤولاً عن نفسك وحياتك بغض النظر عن العقبات والمشاكل التي تظهر في طريقك، وتعلمك هذه الممارسة أن تكون حاضراً في كل لحظة وأن تجربها كما هي دون إصدار أحكام والاستجابة بشكل مدروس للناس والمواقف بدل من الرد عاطفياً.

وعليه فإن التأمل يحرر الناس من فخ أفكارهم وعواطفهم،

و فوائد العلاج بالتأمل يساعد الناس من اجترار الماضي والقلق بشأن المستقبل.

وبالتالي، فإن العديد من الأشخاص الذين يمارسون التأمل يبلغون عن تحسن في نوعية حياتهم ويبلغون بانتظام عن تغييرات وتحسينات إيجابية في الصحة العامة والرفاهية ونوعية الحياة.

اقرأ أيضاً :التعبير عن الذات