لغة الجسد والشخصية
تحتل لغة الجسد مكانة بارزة في عملية التواصل بين البشر، حيث تعد أحد أهم الطرق التي نستخدمها لإرسال واستقبال الرسائل غير اللفظية. وتشكل حركات الجسد وتعابير الوجه وإيماءات العين وحتى مواقع الجلوس جزءًا لا يتجزأ من الشخصية والتاريخ النفسي والاجتماعي للشخص.
في هذا المقال سنتعرف على أهم مكونات لغة الجسد وكيفية استخدامها بشكل لا واعٍ من قبل الأفراد للكشف عن مزاجهم وعواطفهم وتعبيرهم عما يختزنه داخلهم من أحاسيس. كما سنستعرض بعض أبرز خصائص لغات الجسد التي تميز كل نوع من أنواع الشخصيات.
اقرا ايضا :لغة الجسد في فتح الارجل
أهمية لغة الجسد:
مثل لغة الجسد وسيلة أساسية للتواصل غير اللفظي بين البشر بمختلف ثقافاتهم ولغاتهم. فقد أثبتت العديد من الدراسات العلمية أن نسبة 55% من رسائل التواصل بين الأفراد تنتقل عبر لغة الجسد، في حين تمثل الكلمات ما نسبته 7% فقط. و يمكن استنتاج ما يختزنه الشخص داخله بدقة أكبر من خلال مراقبة حركات جسده غير الواعية مقارنة بالكلمات التي ينطق بها. و تعد لغة الجسد أكثر صدقا وأقل قدرة على التمويه من الكلام، حيث أن معظم حركات الجسد تحدث بشكل تلقائي ولا إرادي. وبناء على ذلك، يجب أن نأخذ بعين الاعتبار لغة جسد الشخص عند الحكم على شخصيته ومزاجه ومشاعره تجاه الآخرين.
اقرا ايضا :لغة الجسد اليومية
عناصر لغة الجسد:
أبرز عناصر لغة الجسد هي التعابير الوجهية مثل تحركات العين والفم والحواجب. وهي أكثر عناصر لغة الجسد وضوحًا. و إيماءات الرأس مثل الرفع والامالة والتحديق والتهزء. وتعكس الموافقة، استنكار، الشك. و مواقع الجلوس مثل الإسرار الذاتي، المطاردة، الابتعاد. وتدل على الأمان أو الدفاع. و الإيحاءات اليدوية مثل لمس الشخص الآخر، تقاطع الأيدي، تهديد الإبهام.و زاوية الجسد والذقن والعنق حيث تشير للثقة الذاتية أو الخجل. و لغة الأرجل مثل التكاثف، التمايل، التصالب. وتعبر عن الارتياح أو عدمه. و لغات الجسم الأخرى مثل التنهد، الترنح، الملل، تساقط الكتفين. وسنتعرف عزيزي القارئ على أهمية كل هذه العناصر في تشكيل شخصية الإنسان .
اقرا ايضا :فهم لغة الجسد
الشخصيات في لغة الجسد:
الشخصية الانكشافية:
تتصف لغة جسد الشخصية الانكشافية بالسلاسة والانفتاح وانسيابية الحركات. حيث تتميز باتصال بصري مباشر ودائم مع الآخرين. و تعابير وجهية واضحة تعكس المشاعر بصراحة. كما وتواصل يدوي نشط مع الآخرين عن طريق التقاطع واللمس. و جلوس متقدم قليلاً دون تغطية الجسم بالأيدي أو الأذرع. كذلك اتجاه الجسم بشكل كامل نحو الشخص المتحدث إليه. وتشير هذه الخصائص إلى شخصية عفوية صريحة تفضل التواصل المباشر والصريح، وهي ميزات أساسية للشخصية الانكشافية.
الشخصية الانطوائية:
بالمقابل، تتميز لغة جسد الشخصية الانطوائية بخصائص مثل: اتصال بصري محدود، حيث غالباً ما تنصرف العينان نحو الجوانب أو تنمر. و تعابير وجهية غير واضحة أو محدودة. كما وقلة التواصل البدني مع الآخرين وتفادي اللمس أو القرب الجسدي. و جلوس مغلق شبه مغلق بتقاطع الذراعين أو تغطية الجزء الأمامي من الجسم. كذلك زاوية جسم في اتجاه مائل قليلاً عن الشخص المتحدث إليه. و تمايل أقدامهم مشيراً إلى عدم الاستقرار أو ضغوط من داخلهم. وتعكس هذه الخصائص شخصية خجولة منطوية غير ميالة للكشف عن نفسها أو التفاعل المباشر مع الآخرين بسهولة. وهي متوافقة مع سمات الشخصية الانطوائية بشكل عام.
الشخصية العدوانية:
من جهة أخرى، تتصف لغة جسد الشخصية العدوانية بخصائص مثل اتصال بصري ثابت ومستمر دون استرخاء أو انسيابية. و تعابير وجهية حادة، مثل تمدد الأنف أو شد العضلات الفكية. كذلك مواقع متقدمة ومهيمنة مع احتلال مساحات أكبر. و لغة أرجل مهيمنة بفتح الركبتين أو ثني إحداهما. و تمايل بارز للأمام وللخلف دون تأرجح جانبي. وتشير هذه المظاهر إلى الطابع الدفاعي والمهيمن لشخصية عدوانية تحاول فرض سيطرتها على المواقف والآخرين.
الشخصية المحببة:
من ناحية أخرى، يمكن تمييز لغة جسد ذات الطابع الودود والجاذب الذي يميز الشخصية المحببة من خلال الابتسامة والتعابير الوجهية الدافئة والودودة. والاتصال البصري المستمر ولكن الرقيق غير المهيمن. و لمسات بسيطة وتقارب جسدي مناسب مع الآخرين. كما مواقع منفتحة مع انحناء الجسد للأمام قليلاً. و تمايل بسيط جانبي يعبر عن الاسترخاء وعدم التوتر. وتعكس هذه الخصائص تواصلاً غير مهيمن وطابعاً اجتماعياً ودياً يجذب الآخرين بسهولة.
اقرا ايضا :الحركات اليدوية في لغة الجسد
الشخصية الواثقة:
التواصل المباشر حيثما ان الشخص الواثق يحتفظ بالتواصل المباشر، حيث يحافظ على ملامح الوجه الثابتة والعيون المتوجهة نحو الطرف الآخر. كذلك وضعية الجسم: كما يكون وقوفه مستقيماً ومرتاحاً، وقد يكون لديه حركات يدين متسلسلة وثابتة.
الشخصية الخجولة:
في حين يكون التواصل المتردد: الشخص الخجول يميل إلى تجنب النظر المباشر وقد يكون لديه حركات يدين خجولة وتردد في التحدث. كما ان وضعية الجسم: يميل إلى الانحناء قليلاً وتجنب الوقوف المباشر، وقد يكون لديه حركات تفتت.
الشخصية المهتمة:
حيثما يكون التواصل المركز: الشخص المهتم يظهر اهتمامًا حقيقيًا بالطرف الآخر، حيث يبدو منفتحًا ولديه تركيز عالي. كذلك فان وضعية الجسم: يميل إلى الانصراف نحو الشخص الذي يتحدث معه وقد يكون لديه حركات يدين تظهر الاهتمام.
الشخصية المتحفظة:
يتميز التواصل الهادئ: الشخص المتحفظ يتحدث بلطف وبهدوء، ويظهر ترويجًا للسكينة في تحركاته. كما ان وضعية الجسم: يميل إلى الوقوف بشكل مستقيم ولديه حركات يدين هادئة.
اقرا ايضا : تعبيرات ورسائل لغة الجسد
لغة الجسد وفهم العواطف:
1. التعبيرات الوجهية:
لغة الجسد تبدأ من خلال التعبيرات الوجهية. الوجه هو المرآة التي تعكس مشاعرنا الداخلية. يمكن للعيون والحاجبين والشفتين أن تنقل مشاعر مثل الفرح، والحزن، والغضب، والدهشة. على سبيل المثال، عندما نرفع حاجبينا، يمكن أن يكون ذلك علامة على الدهشة أو الاستغراب، بينما يمكن أن يشير الجبين المتجاهل إلى الغضب أو التوتر.
2. لغة العيون:
العيون تلعب دوراً مهماً في تعبيرات الوجه ولغة الجسد بشكل عام. على سبيل المثال، الابتسامة في عيون شخص تكون مختلفة تمامًا عن ابتسامة شخص آخر. العيون يمكن أن تعبر عن الثقة، والخجل، والحب، والغيرة، والترقب، والتوتر، والكثير من المشاعر الأخرى. إذا كنت تريد فهم مشاعر الشخص الآخر، فتوجه نظرة جيدة إلى عيونه.
3. لغة اليدين والذراعين:
اليدين والذراعين تستخدمان بشكل مكثف في لغة الجسد. يمكن استخدام اليدين للتعبير عن الارتياح أو الاستياء. على سبيل المثال، عندما يقوم شخص بمصافحتك بيد دافئة ومرنة، يمكن أن يكون ذلك إشارة إلى ترحيب وود. ومن ناحية أخرى، إذا كانت اليد جامدة وباردة، فقد تشير إلى عدم الارتياح أو الحذر. الذراعين يمكن أن تستخدمان للتعبير عن المسافة الشخصية والانفتاح. فمثلا، إذا كان شخص ما يحتضنك بشكل وثيق، فهذا يعبر عن حميمية وقرب، بينما قد يشير تقاطع الذراعين إلى عدم الانفتاح والتوتر.
اقرا ايضا : فتح الذراعين في لغة الجسد
وفي الختام، نرى أن التعرف إلى فن قراءة لغة الجسد يضفي فهمًا أعمق للذات وللآخرين، ويزيد من قدرة الإنسان على التواصل وإدارة العلاقات بشكل أفضل. كما أنه مهارة مهمة في مجالات عدة مثل علم النفس والتفاوض وإنفاذ القانون.
وبذلك يكون هذا المقال قد سلط الضوء على جوانب عديدة من علاقة لغة الجسد بالشخصية بشكل شامل ومفصل. آمل أن تكون قد أفادت القارئ بمعلومات مهمة عن هذا الموضوع الشيق.
اقرا ايضا :الثقافات والتفاعلات
